23.06.2021
344

سعادة الدكتور السيد سالم بن محمد المالك

المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي

 للتربية والعلوم والثقافة

نحن نحتفل ببجارى عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي نتذكر أن هذه البلاد تزخر بكونها إحدى أهم مراكز الحضارة الإسلامية، و تُشكل موطنا للتعدد الثقافي والعرقي، الذي يشهد لها بالسماحة والانفتاح بين مختلف مكوناتها العرقية. إن هذه المنطقة ساهمت مساهمة كبيرة في جل العلوم الإسلامية.

ومن بين علماء هذه البلاد الأفذاذ، الإمام أبو منصور الماتريدي، الملقب بإمام الهدى، وإمام المتكلمين، ورئيس أهل السنة، والإمام الزاهد، والذي ينتهي نسبه الى الصحابي الجيل أبي أيوب الأنصاري.

يحتل الامام أبو منصور الماتريدي مكانة كبيرة في تاريخ الفكر الإسلامي، فهو مؤسس مدرسة سنية نشأت في القرن الرابع الهجري في بلاد ما وراء النهر، وانتشرت في العالم الإسلامي. وقد انتصب أعلام هذه المدرسة للذود عن العقيدة الإسلامية بالدعوة إلى مذهب أهل الحديث والسنة، واستخدام العقل. ونظرا لتعدد الآراء والمذاهب التي ظهرت في هذه البلاد وغيرها، فقد قام أعلام هذه المدرسة بمحاججة خصومهم من الفرق الأخرى. وقد مرت الماتريدية بعدة أطوار، ونبغ فيها أعلام كبار مثل نجم الدين النسفي، و سعد الدين التفتازان، والكمال بن الهمام. ومن أبرز علمائها المتأخرين الشيخ محمد زاهد الكوثري، وأبو الحسن الندوي في بلاد الهند.

لقد ارتبطت الماتريدية بمذهب أبي حنيفة النعمان في علمَيْ الفقه والكلام، وأفردت للعقل دائرة معتبرة حيث جعلته مصدرا ثانيا في الإلهيات والنبوات. كما قررت أن المعرفة واجبة بالعقل قبل ورود السمع، وجعلته أساسا لمعرفة العقيدة، فقد قال الماتريدي في كتاب التوحيد “أصل ما يُعرف به الدين وجهان، أحدهما السمع والآخر العقل”.

ومن أهم آراء الماتريدي هو أنه كان يذم التقليد وأورد الأدلة على وجوب استعمال النظر العقل والاستدلال، وأن لا سبيل إلى العلم إلا بهما مما يجعل هذه المدرسة الكلامية وسطا بين الأشاعرة والمعتزلة.

إن إحياء ذكرى علماء المسلمين في مختلف العلوم والفنون ضمن برنامج الإيسيسكو الحضاري لعواصم الثقافة في العالم الاسلامي ليعتبر مناسبة لإحياء التراث الإسلامي بمختلف جوانبه ونشر المخطوطات القابعة في أرفف الخزائن العامة والخاصة، لربط الأجيال مع بعضها، والوعي بالذات وبناء ذاكرة مشتركة لاستشراف المستقبل.

ومواصلة لهذه المسيرة الحضارية، وضمن أهداف الإيسيسكو، يسرنا أن نوقع على اتفاقية إنشاء مركز الإيسيسكو الإقليمي للمخطوطات في مركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية في سمرقند، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة و مركز الحضارة الإسلامية في جمهورية أوزبكستان.

كما أعلن عن استعدادنا التام للتعاون مع أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، و مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية في مجالات الاهتمام المشترك، ولا سيما مشروع “طرق الإيسيسكو نحو المستقبل” عبر إحداث كراسي علمية في مجال التراث والفنون والآداب، والتعايش المشترك والحوار، والانسانيات بصفة عامة.

وأسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا الحكمة والسداد في القول والعمل، راجيا يحقق هذا المركز أهدافه في خدمة شعوب هذه المنطقة ودول العالم الإسلامية.

والسلام عليكم رحمة الله وبراكته.

 

معلومات إضافية

أستاذ مشارك في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، العالم الإسلامي الشهير، سعيد مختار عقيلوف توفي بسبب مرض خطير
أظهر سعيد مختار عقيلوف إمكاناته العلمية العالية ومهاراته المهنية خلال مسيرته الفعالة في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، ونال ح الجميع...
نشرت جريدة "الأخبار اليوم" المصرية مقالة حول التعليم في أوزبكستان الجديدة وحماية الصحة والبعد الاجتماعي التي تعتني بها الحكومة تجاه مواطينها
نشرت جريدة "الأخبار اليوم" المصرية مقالة حول الاصلاحات الجارية في جمهورية أوزبكستان المتجددة التي تشمل مجال التعليم وقطاع الصحة والبعد...
2022أكدت الوكالة للمملكة البريطانية "ذي إندبندينت" أن أوزبكستان من أحسن الدول للقيام بالسياحة خلال سنة
نشرة الوكالة البريطانية "ذي إندبندينت" مقالة حول أحسن الأماكن السياحية العالمية خلال سنة 2022 وأشارت أن أوزبكستان أصبحت من هذه...

ترك التعليق

ملاحظات

التواصل الاجتماعي

اتصال

هاتف:
بريد إلكتروني:
العنوان:
©2024 All Rights Reserved. This template is made with by Cherry